Telegram Group Search
من إكرام نفسك وحقها عليك أن تبعدها عن اللؤماء والبخلاء؛ لأن اللئيم لا ينفع نفسه حتى ينفع الآخرين، هذا إن سلمت من أذاه وشره، وصدق أبو العتاهية حين قال:

وإن امرأً لم يربحِ النَّاسُ نفعَه
‏ولم يأمنوا منه الأذى للئيمُ!
اللهم قد أصبح الصبح، وطفق الناس يغدون ويبتغون من فضلك، ولكل منهم حاجة، وحاجتي عندك أن تغفر لي.

‏قالها الزاهد عامر التميمي [توفي في زمن معاوية].

‏وصدق رحمه الله فمغفرة الذنوب من أعظم حوائج العبد عند ربه سبحانه وتعالى؛ لأن الله إذا غفر لك أسعدك وأغناك ورزقك، وشرح صدرك ويسر أمرك.
مراتب النفع بين الخلوة والجلوة!

من المعلوم أن مراتب الأعمال تتفاوت باختلاف أحوال المكلفين، وتنوع مقاصدهم، والعبادات القلبية القاصرة على النفس وما يلازمها من خلوة ومحاسبة ومناجاة؛ قد تكون في بعض الأحوال أرجح من النفع المتعدي إلى الغير، وقد أشار إلى ذلك الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في سياق نفيس، فقال:

(النفع المتعدي ليس أفضل مطلقًا؛ بل ينبغي للإنسان أن يكون له ساعات يُناجي فيها ربه، ويخلو فيها بنفسه ويحاسبها، ويكون فعله ذلك أفضل من اجتماعه بالناس ونفعهم، ولهذا كان خلوة الإنسان في الليل بربه أفضل من اجتماعه بالناس). [شرح العمدة ٦٥٠/٣]

فالموازنة بين العبادات المتعدية والقاصرة لا تُحسم بالإطلاق فحسب، بل يُرجع فيها إلى حال العبد، وإلى ما هو أولى به في وقته وظرفه وحاله، ومن هنا كانت العزلة في بعض المقامات أعظم أثرًا من المخالطة، والخلوة أرجح من الجلوة بحسب ما يثمره كل منهما من صلاح القلب وتحقق العبودية والاتباع كما قرره الإمام ابن تيمية سابقًا، والموفق من جعل لروحه وردًا في محراب الخفاء، كما جعل لجوارحه أثراً في ميدان العطاء.
تعاهد النيات ومجاهدتها وتصحيحها من أقوى عوامل النجاح والفلاح والراحة، ولقد قال الحسن البصري عن الرجل الناجح المبارك عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى: (ما رأيتُه خطا خطوة إلا وله فيها نية).
بعض الأدعية مجرد أن تتأمل في معانيها تندهش وتتأثر، فكيف إذا دعوتَ بها بحضور قلب ورجاء، تأمل مثلاً هذا الدعاء:

«اللهم إنا نسألك خيرَ المسألة وخيرَ الدعاء، وخيرَ النجاح، وخيرَ العمل، وخيرَ الثواب، وخيرَ الحياة وخيرَ الممات».
تأملتُ أكثر النافعين المؤثرين عبر التاريخ، كالأئمة أحمد وابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبدالوهاب وغيرهم؛ فوجدتُ قاسمًا مشتركًا يجمعهم جميعًا وهو: «الصِلة الخاصة بالقرآن والعناية الدائمة به» ومن هنا يظهر أن النفع العظيم والتأثير الكبير لا يُورث إلا لمن عمر قلبه ووقته مع كتاب الله تلاوة وعلمًا وتعليمًا.
بعض الأشخاص غالبًا ما يَلبس النظارة السوداء في نظرته للأشياء؛ فيكبِّر الصغائر، ويُضخم الأمور، ولا يتفهم الرأي، ولا يعذر الناس، فيتعب نفسه ويتعب من حوله، ولو أحسن الظن لأراح واستراح.

وصدق من قال: «أكثر العافية في التغافل».
ليس من الرياء قصد استشهار النفس بالعلم لكنه مقام كثير الخطر


للإمام القرافي المالكي (ت٦٨٤) في مقدمة كتابه الحافل الذخيرة(١/٤٩) في الفقه المالكي مقدمة نفسية في فضيلة العلم وآدابه.


ومما قاله :

(واعلم أنه ليس من الرياء قصد اشتهار النفس بالعلم لطلب الاقتداء بل هو من أعظم القربات فإنه سعي في تكثير الطاعات وتقليل المخالفات وكذلك قال إبراهيم عليه السلام ﴿واجعل لي لسان صدق في الآخرين﴾

قال العلماء: معناه يقتدي بي من بعدي.

ولهذا المعنى أشار عليه السلام
بقوله
:(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به ) حضا على نشر العلم ليبقى بعد الإنسان لتكثير النفع.

ومنه قوله تعالى ﴿ورفعنا لك ذكرك﴾ على أحد الأقوال.

وقال العلماء بالله: ينبغي للعابد السعي في الخمول والعزلة لأنهما أقرب إلى السلامة وللعالم السعي في الشهرة والظهور تحصيلا للإفادة

ولكنه مقام كثير الخطر فربما غلبت النفس وانتقل الإنسان من هذا المعنى إلى طلب الرئاسة وتحصيل أغراض الرياء
والله المستعان وهو حسبنا في الأمر كله).

قلت: إنما يكون هذا لمن عنده علم حقيقي فأراد إظهاره ونشره لا المبتدئين، فلا ينبغي لهم الاشتغال بمثل هذا. والله أعلم .





قناة الشيخ أحمد بن ناصر القعيمي 📚 https://www.tg-me.com/Algoayme
العِلم عزيز لا يُؤتِيه الله لمستكبرٍ ولا لمُتَشاغلٍ ولا لحاسد، بل يُعطى لمن أهانَ لأجله كل شيء، فهانَ عليه كل شيء!
◉ وضع «مساحيق التجميل» على الوجه مع كشفه عند الرجال الأجانب.

◉ إخراج الشعر أو شيء منه عند الرجال الأجانب وعند الموظفين.

◉ التعطر والخروج مع التيقن الأكيد بوجود الرجال الأجانب.

كل هذه أفعال لا بد أن تعلم المرأة الكريمة أنها خارج محل الخلاف، وأن فعل ذلك لا يجوز عند جماهير علماء الأمصار قديمًا وحديثًا.

ولتتذكر المرأة دائمًا -وفقها الله تعالى- النداء العظيم في قوله تعالى:

﴿يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ المُؤمِنينَ يُدنينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلابيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنى أَن يُعرَفنَ فَلا يُؤذَينَ وَكانَ اللَّهُ غَفورًا رَحيمًا﴾.

فلم يكن الخطاب لزوجات الرسول ﷺ ولا لبناته فقط؛ بل لجميع نساء المؤمنين.

أسند الإمام الطبري في تفسيره إلى ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية قال: «أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب…».

فالله الله يا نساء المؤمنين بالمحافظة على تعاليم القرآن، وقيم الإيمان، ففيها السعادة والسرور، والبركة والحبور.
«لا حول ولا قوة إلا بالله»! فيها يتجلى التوحيد، ويظهر اليقين، حيثُ الإيمان والاستسلام، والاعتراف بالعجز والضعف، وأن ليس للعبد حيلة في دفع شرٍ أو جلب خير في أمر دينٍ أو دنيا إلا بالله العزيز الحكيم، والعلي العظيم، فطوبىٰ لمن أقامها في قلبه ولسانه، وتزود منها في سائر حياته.
لا بد في الرقية الشرعية من توفر الأسباب كصدق الراقي وإقبال المرقي، فالقرآن شفاء لمن آمن به وأقبل عليه.

ومما حكاه أبو العباس ابن تيمية عن بعض الشيوخ أنه كان يرقي بـ«قل هو الله أحد» وكان لها بركة عظيمة، فيرقي بها غيره فلا يحصل ذلك، فيقول: (ليس قل هو الله أحد، من كل أحد، تنفع كل أحد!).
لو تأملتَ في صفات الأشخاص الذين يحبهم أكثر الناس؛ لوجدت أن صفة "سلامة القلب" بارزة في ذواتهم، وحُقَّ لمن هذه صفته أن يُحب؛ فالله يحب العبد التقي النقي الخفي.
◉ أعينٌ ناظرة وقلوب غافلة!

من أشد ما يُقحِم النفس في قلقٍ لا طائل تحته، أن تُشغَل بما لا يُغني ولا ينفع، وتُساق إلى أبوابٍ لم تُفتح لها.
فالمرء حين يصرف أنفاسه في تتبع شؤون غيره، واستكشاف خفاياهم، إنما يُقصي روحه عن سكينتها، ونفسه عن راحتها.

ذلك أن الاشتغال بما لا يعني؛ لا يثمر علمًا نافعًا، ولا عملًا صالحًا، بل يُورث ضيقًا في العيش، وتبعثرًا في الفكر، وغفلةً عن المقصود الأسمى.

وفي هذا المعنى يقول الحسن البصري رحمه الله: (من علامة إعراض الله تعالى عن العبد، أن يجعل شغله فيما لا يعنيه).

فالاشتغال بما لا ينفع داءٍ خفي، يفتك بالقلوب وهي لا تشعر، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يَعنيهِ». [أخرجه الترمذي وابن ماجه] فجعل ترك الفضول لا مجرد ورعٍ، بل دليلًا على حسن الإسلام، وكمال المروءة، ونقاء النفس.

والسعيد هو من نظر في قلبه فداواه، وفي نفسه فهذبها، وترك ما لا ينفعه لما ينفعه، واشتغل بعيبه عن عيوب الناس، وبصلاح باطنه عن تتبع ظاهر غيره.

فيا طالب السكينة…
اعلم أن من أول أبواب الفتح: أن تغلق خلفك أبواب الفضول، وأن تُنقّي قلبك من شواغل لا تزيدك قربًا ولا رفعة، وتيقن أن السكون هبةٌ لا تُعطى إلا لمن طهّر قلبه، واشتغل بما يرضي ربه وخالقه.
ماذا تعمل في عشر ذي الحجة؟

أقبلت علينا أيام عظيمة مشهودة، أقسَم الله بها، ورفَع قدرها، وندَب فيها إلى العمل الصالح، وفيها يقولُ ﷺ: «ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ فيها أحبُّ إلى الله من هذه الأيام» قالوا: ولا الجهادُ؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيءٍ» [رواه البخاري].

لماذا هي عظيمة؟ لأنَّها جمَعت في أيامها أمهات الطاعات، وفيها يقول الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أنَّ السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتَّى ذلك في غيرها).

ومن الأعمال المستحبَّة في هذه العشر:

١. الصيام: وأعظمُها صيام يوم عرفة لغير الحاج، حيثُ قال ﷺ كما في صحيح مُسلمٍ من حِديثِ أبي قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه: «صِيامُ يَومِ عَرفةَ: أحتسِبُ على اللهِ أنْ يُكفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه والسَّنةَ التي بعْدَه»، وقد نقَل ابنُ عبد البَرِّ إجماعَ العلماء -وعلى رأسِهم صحابةُ النبيِّ ﷺ- على مَشروعيَّةِ صيام يومِ عرفة.
[التمهيد: ١٦٤/٢١].

٢. الإكثار من الذكر: من قراءةِ قرآن، وتكبير وتهليل وتحميد في البيوت والأسواق والمساجد؛ قال تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلومات}، والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر؛ لِما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الأيامُ المعلوماتُ: أيامُ العشر).

٣. الحج: فهو من أعظم القربات في هذه الأيام؛ قال ﷺ: «والحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة». [البخاري ومسلم].

٤. الأضحية: فهي سُنّة نبوية عظيمة، وفيها تقرُّب ومحبة وإحياء لشعائر الله تعالى، وهي سنة مؤكَّدة عند جمهور العلماء.

وأخيرًا…اجعل هذه العشر بدايةً صادقة لتوبة جديدة، وسباقًا إلى القرب من الله جل في علاه، فلا تزال أبواب الرحمة مفتوحةً، والفرصةُ سانحة، والأجرُ مضاعَفًا، فكن في أوَّل الصفوف، فهي أيام عظيمة تُحيي القلوب، وتبعث في الروح أنوار الإيمان واليقين: ما بين تكبيرٍ يعلو، وصيامٍ يُقرِّب، وصدقةٍ تُرفع، وصيام يطهِّر، فاغتنمها، ولْتجعل هذه العشر بدايةً لما بعدها، لا مجرَّد موسمٍ يُطوى. تقبل اللهُ منا ومنك.
2025/05/29 05:57:22
Back to Top
HTML Embed Code: